الخميس، 27 سبتمبر 2018

مولد التراجيديا، نيتشه


تحميل كتاب: مولد التراجيديا، نيتشه


العنوان: مولد التراجيديا
المؤلف: فريدريش نيتشه
تعريب: شاهر حسن عبيد
الناشر: دار الحوار، اللاذقية، سوريا
الطبعة: الأولى 2008
التحميل: اضغط هنا
التصفح: اضغط هنا

عن المؤلف:
فريدريش ڤلهلم نيتشه فيلسوف وعالم لغويات ألماني. ولد في روكن Rockenn قرب مدينة لايپزيگ بپروسيا يوم عيد الملك فريدريش ڤلهلم الرابع، فسمي باسمه ومات في ڤايمار. وهو من أسرة من القساوسة، لكنه كان شديد الإلحاد فجعله محور كتاباته، تيتم باكراً من والده، فتولّت تربيته نسوة العائلة اللاتي أسرفن في تدليله وملاطفته ، فقد قضى طفولة سعيدة، وكان تلميذاً مهذباً صادقاً مطواعاً حتى أطلق عليه اسم القسيس الصغير، أرادته أمه قسّاً كأبيه فالتحق وهو في الثانية عشرة من عمره بمدرسة بفورتا Schulpforta، لكنه عدل عن ذلك بعد أن فقد إيمانه في الثامنة عشرة من عمره، فمّر بمرحلة من الشك والتشتت، خرج منها بالتحاقه بجامعة بون ثم بجامعة لايپزيگ(1864-1869).
سُمي نيتشه سنة 1868 أستاذ فقه اللغة اليونانية (الفيلولوجيا) في جامعة بازل بسويسرا بعد أن مُنح درجة الدكتوراه ليتم التعيين طبقاً للّوائح ، ولفت الأنظار إليه نشره عدة مقالات في مجلة ريتشل Ritschl.
ولما نشبت الحرب بين ألمانيا وفرنسا (1870) تطوع في الجيش، ولأنه أصبح مواطناً سويسرياً كان عليه أن يكتفي بالعمل ممرضاً في الخدمة العسكرية.
وبعد أن تدهورت صحته أُعفي من الخدمة وأعيد إلى بازل. ولم يشفَ أبداً من الأمراض التي أصابته في أثناء تجنيده، فاضطر إلى الاستقالة من الجامعة والتدريس سنة 1879، وقد رصدت له الجامعة راتباً جيداً يحيا منه. وقد قضى الأعوام العشرة التالية متنقلاً بين سويسرا وإيطاليا، مواصلاً عمله التأليفي، وكان في معظم الأحيان منعزلاً لا يعترف به أحد. وانتهى به المرض سنة 1889 إلى الشلل الكلي والجنون، فأُرسل إلى المشفى العقلي في بازل وينا Jena ثم أعيد إلى أمه في ناومبرگ سنة 1890، ولما ماتت تعهدته أخته في ڤايمار سنة 18977، وباشرت نشر كتبه وظلّت ترعاه إلى حين وفاته.

نبذة عن الكتاب: 
مولد التراجيديا The birth of Tragedy أول مؤلف كتبه الفيلسوف الألماني فريديريك فيلهلم نيتشه. وكانت طبعته الأولى بتاريخ 2 يناير (كانون الثاني) 1872 قد صدرت بعنوانها الكامل " مولد التراجيديا من روح الموسيقى "The birth of Tragedy out of the Spirit of Music. وفي عام1874 ظهرت الطبعة الثانية المعدلة قليلاً جداً. ولكن حين أعاد نشره سنة 1886 أعاد نيتشه تسميته بعنوان " مولد التراجيديا " أو الإغريقوية والتشاؤم طبعة جديدة مع " محاولة في النقد الذاتي ".
وكان لنشر الكتاب لأول مرة وقع هائل جداً، وإن لم يكن إلى الحد الذي كان يمكن أن يتوقعه نيتشه في البداية. ومن المؤكد أن صديقه الحميم، رتشارد فاغنر، إندهش لهذا الكتاب، فسارع بالكتابة إلى نيتشه يقول: " لقد إستدعيت الأرواح في مؤلفك هذا، الذي لا يخرج إلا من يراع معلمنا حسب". هذه المواقف المعجبة وسواها من لدن أصدقاء نيتشه ذوي الميول الفاغنرية ليست أمراً مثيراً، قياساً بمضمون الكتاب: المسائل العديدة التي طورها خاصة. لكن الكتاب أثار حفيظة النقاد الأكاديميين، وهو أمر متوقع حتماً، مع أن نيتشه يبدو أنه لم يتوقع هذه الضجة.
أحد أعدائه منذ أيام الدراسة، يدعى أولرخ فون ويلاموفتز مويلندروف، إستهل الحملة حيث كتب مقالة في شهر مايو هجومية بعنوان " فيلولوجيا المستقبل! رد على مولد التراجيديا لفردريك نيتشه "، وهو رد مجادل ومليء بالكلام الأكاديمي المسف. لم يرد نيتشه على هذا المقال، إذ تولى الرد صديقه إرفن رود في رسالة مفتوحة وجهها إلى فاغنر، بعنوان " ما بعد الفليولوجيا " وهي كلمة يصعب ترجمتها: وتعني إلى حد ما " الفيلولوجيا المزيفة " ، لكن كلمة " ما بعد " After باللغة الألمانية تعني أيضاً " المؤخرة "، وثمة تقليد عريق صدر أساساً، ربما على غير التوقع، هو لوثر، لإستخدام هذه الكلمة في كلتا الحالتين في الوقت نفسه.
لقد إنضم فاغنر أيضاً إلى هذا الجدل، بينما تابع ويلامفتز إستخدام المعنى القبيح للكلمة. هذه المعركة الكلامية، ككل المعارك غيرها، لم تصل إلى نتيجة، اللهم إلا أن نيتشه ألحق الكثير من الأذى بالدوائر النقدية المتخصصة، كما أنه شخصياً شن هجوماً على المشهد الثقافي.
وبالرغم من أن كتابه هذا كتاب موجز، لكنه يسعى إلى أن يحقق الكثير من الأمور دفعة واحدة نوعاً ما. الكتاب يفتتح بالقول: "سوف نحقق تقدماً كبيراً في علم الجمال" وإضافة إلى عنوان الكتاب، هذا يشير مسبقاً إلى أن الذي يراد منه أن يشكل نظرية في الفن، وتحديداً في مجال التراجيديا الإغريقية.
ومن جهة ثانية في الفصل المعنون " مقدمة لرتشارد فاغنر "يشير نيتشه إلى " المشكلة الألمانية العويصة التي نتعامل معها، والتي تشكل هوة ونقطة إنعطاف تماماً في قلب التطلعات الألمانية"، وأيضاً بالنسبة إلى قناعته بأن "الفن يشكل المهمة الأسمى، والنشاط الميتافيزيقي الصحيح في هذه الحياة". هذا الذي يبدو لنا، وما يتلوه يبرهن أيضاً أن نيتشه كان في ذهنه ثلاثة إهتمامات أساسية (على الأقل) مرتبة بالتسلسل التالي: إهتمام بالسياسي-الثقافي، وإدعاء يتم تخريجه بإعتباره يدور حول طبيعة الميتافيزيقا، وتأمل في ظاهرة محددة في تاريخ الفن.
وهذه المقولات الثلاثة بقيت دائماً قضايا أساسية بالنسبة إلى عمل نيتشه، لكم ما يحدد بشكل واضح جداً تميز هذا المؤلف (تقريباً) من كل ما عداه مما كتبه نيتشه فيما بعد، هي مبدئياً الطريقة التقليدية التي قّدم بها، وهي طريقة المقالة الأدبية. لم تكن لدى نيتشه أية أفكار في هذه المرحلة حول أن يضع كتاباً مفصولاً من داخل المؤسسة- كما فعل غالباً في تعاملاته مع معاصريه، إذا أظهر نفسه رجلاً ساذجاً تماماً ويجهل ما الذي سيترتب على نشر مؤلفه بين الناس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق